انتهاكات وتضييقات واسعة واقتحامات متصاعدة للأقصى-الحياة الجديدة
رام الله – الحياة الجديدة – شهدت محافظة القدس المحتلة خلال الربع الثالث من عام 2025 تصعيدًا خطيرًا في الانتهاكات الإسرائيلية، شملت القتل الميداني، الاعتقالات، عمليات الهدم والتجريف، الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، واستهداف الشخصيات الوطنية والدينية، إلى جانب حصار واسع للقرى شمال غرب المدينة.
الشهداء والاعتداءات المباشرة:
ووثّقت محافظة القدس استشهاد ستة مواطنين بينهم أطفال وشباب، نتيجة استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، أبرزهم الفتى أمجد نصار عواد (16 عامًا)، والأسير المحرر بسام إبراهيم أبو سنينة (52 عامًا) في قطاع غزة، إلى جانب الشهداء رياض عسيلة، مثنى عمرو، محمد طه، وسند حنتولي. وتحتجز سلطات الاحتلال حتى نهاية ايلول 2025 ما مجموعه 49 جثمانًا لمقدسيين استشهدوا في عمليات استهداف متعمدة.
اعتداءات المستوطنين:
كما رصدت محافظة القدس خلال الربع الثالث ما مجموعه (146) اعتداءً منها (13) اعتداءً بالإيذاء الجسدي، وهو ما يعكس خطورة المرحلة واتساع رقعة الانتهاكات.
ويذكر أن اعتداءات المستوطنين ارتفعت وتيرتها خلال الربع الثالث من العام الجاري، بالمقارنة بذات الفترة الزمنية من السنوات السابقة.
الإصابات:
ورصدت محافظة القدس خلال الربع الثالث من عام 2025، ما مجموعه (63) إصابة في صفوف المقدسيين، بينها إصابات خطيرة بالرصاص الحي، وإصابات بالرصاص المطاطي، وحالات اختناق، وضرب مبرح، واعتداءات مباشرة نفذها مستعمرون، إضافة إلى إصابات موثقة بحق أطفال ونساء وطلبة وسائقين وعمال. وقد عكست هذه الاعتداءات اتساع دائرة الاستهداف لتشمل مختلف الفئات العمرية والمهنية، سواء في أثناء تنقلهم أو داخل منازلهم أو خلال اقتحامات متكررة للأحياء والبلدات المقدسية.
الاعتقالات والمحاكم:
ووثقت المحافظة 216 حالة اعتقال خلال الربع الثالث، من بينها 15 طفلًا و13 امرأة، شملت أسرى محررين، صحفيين، نشطاء، ورموز دينية ووطنية. وصدرت بحقهم محاكم الاحتلال أحكامًا بالسجن الفعلي بلغت 78 حكمًا، بالإضافة إلى الحبس المنزلي (10 حالات) وقرارات الإبعاد (67 قرارًا)، وأوامر منع سفر (4 قرارات). تراوحت الأحكام بين مدد قصيرة إلى طويلة وصلت إلى 48 عامًا ونصف بحق الشاب أمير الصيداوي، مع فرض تعويضات مالية باهظة.
اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداءات الاستيطانية:
وشهد المسجد الأقصى اقتحام 19,118 مستعمرًا، إلى جانب 9,945 تحت غطاء “السياحة”، ضمن سياسة ممنهجة لفرض واقع تهويدي، شملت أداء صلوات وطقوس تلمودية، إقامة حفلات زفاف، جولات استفزازية، ونفخ في “الشوفار”، إضافة إلى رفع أعلام الاحتلال ونشر شعارات عن “جبل الهيكل”. كما سجلت المحافظة 146 اعتداءً من المستعمرين، منها 13 بالإيذاء الجسدي، و63 إصابة بين الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء وطلبة وعمال.
الهدم والتجريف ومصادرة الأراضي:
واستهدفت سياسة الهدم نحو 116 عملية هدم وتجريف، بينها 35 هدمًا ذاتيًا قسريًا، و77 هدمًا مباشرًا، و4 عمليات تجريف، شملت منازل، منشآت تجارية وزراعية، أسوارًا وأراضي. كما أصدرت سلطات الاحتلال 291 إخطارًا شملت أوامر هدم (229)، إخلاء (57)، ومصادرة أراضٍ (5)، في إطار مخطط التهجير القسري والتطهير العرقي.
الجرائم والانتهاكات ضد المؤسسات والمعالم المقدسية
وشهدت محافظة القدس خلال الربع الثالث من العام 2025، تصعيدًا خطيرًا وممنهجًا في الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت المؤسسات التعليمية والدينية والمسيحية، والنقابات المهنية، إلى جانب ملاحقة الصحفيين والقيادات الوطنية والخطباء، في سياسة متكاملة تهدف إلى تقويض الهوية الفلسطينية وإحكام السيطرة على المشهد الديني والمدني في المدينة. هذه الاعتداءات تركزت على المدارس والمساجد والجامعات والكنائس، فضلًا عن استهداف العمل النقابي والحقوقي، وإجراءات القمع المباشر بحق الطلبة والكوادر الأكاديمية والإعلامية.
المشاريع الاستيطانية:
كما رصدت محافظة القدس، من خلال المتابعة اليومية للإعلانات الرسمية الصادرة عن ما تسمى الإدارة المدنية وبلدية الاحتلال في القدس، وما نشره مركز بيت الشرق، 49 مخططًا ومشروعًا استيطانيا خلال الربع الثالث من عام 2025، في تصعيد واضح لسياسات التوسع الاستيطاني في المدينة المحتلة وضواحيها. وقد توزعت هذه الأنشطة على النحو التالي: 14 مخططًا أُودعًا رسميًا، و11 مخططًا صودق عليها، و4 مخططات طُرحت في مناقصات للتنفيذ، إلى جانب سلسلة من الأنشطة الأخرى التي شملت افتتاح مشاريع استيطانية، البدء بتنفيذ مشاريع، تسجيل أراضٍ ومصادرات، وتعديلات على مخططات قائمة.
استهداف الشخصيات الوطنية والدينية:
تعرّضت الشخصيات الوطنية والدينية في القدس لانتهاكات ممنهجة، حيث جدد الاحتلال منع دخول محافظ القدس عدنان غيث وأمين سر حركة “فتح” شادي مطور للضفة الفلسطينية المحتلة، وهدّد خطباء ورؤساء هيئات دينية، من بينهم الشيخ عكرمة صبري والشيخ محمد حسين، بقرارات هدم واعتقال، فضلاً عن تهديدات مباشرة بعدم التطرق إلى العدوان على غزة في خطبهم.
حصار قرى شمال غرب القدس:
وفرض الاحتلال حصارًا على 16 قرية في شمال غرب القدس، شمل إغلاق حاجز النفق الرئيسي وفرض منع تجول، ما أثر على أكثر من 70 ألف فلسطيني، بينهم مرضى وطلبة وموظفون، وأدى إلى شلل اقتصادي وحرمان مئات الأسر من مصدر رزقها، إلى جانب مداهمات وتفتيشات ومصادرة أراضٍ ومنشآت.
وبدأت سلطات الاحتلال في شهر أيلول 2025 إصدار بطاقات خاصة وتصاريح دخول لأهالي قرية النبي صموئيل وحي الخلايلة شمال غرب القدس المحتلة، على أن تُعمّم لاحقًا على أهالي قرية بيت إكسا، بعد تصنيف هذه المناطق كـ”مناطق تماس”.