بنك كندا أمام اختبار صعب بأولى اجتماعات العام.. السيناريو المتوقع!

Read Time:3 Minute, 33 Second
سيناريو متوقع بنك كندا

تترقب أسواق العملات صدور قرار بنك كندا بشأن السياسة النقدية على هامش اجتماع البنك المركزي غدا الأربعاء، في تمام الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش، نظرا لما قد يكون له من تأثيرات قوية على تحركات الدولار الكندي بتداولات سوق العملات اللاحقة لصدور القرار.

وهنا يُثار التساؤل حول ما إذا كانت هناك مبررات كافية لاتخاذ بنك كندا قرار برفع الفائدة أم أن البنك المركزي سيبقي على سعر الفائدة عند 5.00% للاجتماع الخامس على التوالي؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال، يجب إيضاح أهم ملابسات الاجتماع المرتقب من حيث الأوضاع الاقتصادية وتصريحات الأعضاء بالبنك جنبا إلى جنب مع توقعات كبرى البنوك الاستثمارية وأخيرا، السيناريوهات المتوقعة لقرار بنك كندا.

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

منذ اجتماع بنك كندا الأخير، طرأت تغييرات عديدة على اقتصاد كندا والتي من المحتمل أن تؤثر على قرار البنك هذا الاجتماع، وأهمها بيانات التضخم والنمو الاقتصادي وسوق العمل.

وفي هذا الصدد، كانت الأسواق تقوم بتسعير خفض بنك كندا لسعر الفائدة ولكن فاجأت بيانات التضخم الصعودية لشهر ديسمبر الأسواق، حيث كشفت البيانات عن ارتفاع وتيرة نمو التضخم العام في ديسمبر إلى 3.4% من 3.1% بشهر نوفمبر، وهو ما أثار احتمالات إبقاء بنك كندا على سعر الفائدة لفترة أطول.

وما يزيد من التحديات التي تعوق تراجع التضخم في كندا ارتفاع نمو الأجور في البلاد عند 5.7% على أساس سنوي في ديسمبر، علما بأن بنك كندا قد أشار مسبقا إلى أن نمو الأجور الذي يتجاوز 4.0-5.0% يمكن أن يمنع تحقيق استقرار الأسعار.

ومن ناحية أخرى، فقد أضاف اقتصاد كندا نحو 0.1 ألف وظيفة في ديسمبر الماضي، وهو ما جاء أسوأ من توقعات الأسواق التي أشارت إلى إضافة الاقتصاد نحو 13.5 ألف وظيفة، وهو ما يعني أن ضعف النشاط الاقتصادي نتيجة الفائدة المرتفعة قد أدى لهدوء الأوضاع بسوق العمل الكندي.

وبالنسبة للنشاط الاقتصادي، لم تحقق كندا نموا اقتصاديا بشهر أكتوبر الماضي، وفقا للبيانات الرسمية، حيث استقر مؤشر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي عند المستويات الصفرية بينما توقعت الأسواق نمو الاقتصادي بنسبة 0.2%.

والجدير بالملاحظة، أن أسعار المنازل الجديدة داخل كندا شهدت استقرار في ديسمبر وانخفضت على أساس سنوي، لكن فقاعة ارتفاع أسعار الإسكان في كندا لا تزال واحدة من الأسوأ في مجموعة العشرين للاقتصادات المتقدمة، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور النمو الاقتصادي الكندي ودفع الاقتصاد إلى الركود خلال النصف الأول من هذا العام.

ومن العرض السابق يتضح بأن النشاط الاقتصادي داخل كندا شهد تباطؤا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، وهو ما قد يمنع بنك كندا من اتخاذ أي إجراءات تشديدية إضافية بشأن السياسة النقدية، ولكن قوة التضخم الكندي قد تمنع بنك كندا من الإشارة إلى احتمالات التخلي عن السياسة التشديدية قبل الأوان.

ثانيا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات بنك كندا:

رجحت غالبية البنوك الاستثمارية الكبرى احتمالية بأن يحافظ بنك كندا على سعر الفائدة لهذا الاجتماع دون تعديل، فعلى سبيل المثال، يتوقع بنك أوف أمريكا إبقاء الفائدة الكندية عن مستوياتها الحالية دون تغيير مع عدم إجراء أي تعديلات على التوجيهات المستقبلية للبنك.

وأشارت نتائج مسح رويترز إلى التوقعات نفسها؛ حيث كشف مسح رويترز عن احتمالية أن يبقي بنك كندا على سعر الفائدة الرئيسي عند 5% باجتماع الغد وأيضا، اجتماع البنك المقبل في مارس.

ثالثا: أهم تصريحات صناع السياسة النقدية في كندا

أدلى محافظ بنك كندا تيف ماكلم بعدد من التصريحات التي تؤيد احتمالية إبقاء البنك على الفائدة دون تغيير، حيث قال ماكلم بأن البنك يحتاج لرؤية استمرار انخفاض التضخم الأساسي قبل أن يبدأ في خفض الفائدة، مضيفا بأن السياسة النقدية تعمل وعلى نحو متزايد لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%، لكن هذا ليس مؤكدا بعد.

أخيرا: السيناريوهات المتوقعة لقرار بنك كندا

مما سبق عرضه، يمكن القول إن هناك عدة سيناريوهات محتملة لقرار بنك كندا المرتقب وذلك على النحو التالي:

السيناريو الأول (الأكثر احتمالا): يتمثل في إبقاء البنك المركزي الكندي على سعر الفائدة عند 5.00% للاجتماع الخامس على التوالي، مع الإشارة إلى عدم تسرع بنك كندا في خفض الفائدة قبل رؤية دلائل واضحة على انخفاض التضخم، وقد ينعكس هذا إيجابا على تحركات الدولار الكندي بسوق العملات.

السيناريو الثاني: يدور حول الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، والإشارة إلى هدوء حدة التقلبات التضخمية خلال الفترة المقبلة والتطرق إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه كندا مثل ارتفاع معدل البطالة وتباطؤ النشاط الاقتصادي، وقرب الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2%، ووصف التقلبات الأخيرة بمعدل التضخم على أنها قصيرة الأمد، بما قد يستدعي بدء خفض الفائدة بوقت مبكر من العام، وفي حالة حدوث هذا التصور، فقد يتراجع الدولار الكندي بالتداولات.

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *