دراسة بريطانية| الأطفال المصابون بكورونا يواجهون مخاطر التهابات القلب والجلطات

كشفت دراسة بريطانية حديثة نُشرت في مجلة The Lancet Child & Adolescent Health أن الأطفال الذين أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بحالات التهابية وأمراض وعائية نادرة، مثل الجلطات الدموية والتهاب عضلة القلب أو الغشاء المحيط بها، مقارنة بالأطفال الذين تلقوا لقاح كوفيد-19.

اقرأ أيضًا| دواء “إنسيتريلﭬير” يظهر فعالية قوية ضد كوفيد-19

الدراسة، وهي الأكبر من نوعها، اعتمدت على تحليل السجلات الصحية الإلكترونية لما يقرب من 14 مليون طفل في إنجلترا، حيث أظهرت البيانات أن 28% من الأطفال أُصيبوا بالفيروس بين يناير 2020 وديسمبر 2022، في حين حصل 36.9% من الأطفال المؤهلين على اللقاح بين أغسطس 2021 وديسمبر 2022.

وشملت الدراسة أطفالاً من مختلف الأعمار والأعراق، إذ مثّل الإناث نحو 48.8% من المشاركين، وتراوحت أعمارهم بين 0 و17 عاماً.

اقرأ أيضًا| خبراء يحذرون من انتشار متحورات كورونا الجديدة في بريطانيا

البحث الذي قادته جامعات كامبريدج وإدنبرة وكلية لندن الجامعية، بدعم من مركز العلوم البيانية لأمراض القلب في المملكة المتحدة، هدف إلى تقييم المخاطر قصيرة وطويلة الأمد لمضاعفات نادرة مثل الجلطات الدموية، انخفاض الصفائح، التهاب عضلة القلب، وحالات الالتهاب الجهازي بعد الإصابة أو التطعيم.

وأظهرت النتائج أن الإصابة بكوفيد-19 ارتبطت بارتفاع واضح في معدلات الجلطات الدموية والتهابات القلب خلال الأسبوع الأول بعد التشخيص، واستمر ارتفاع بعض الحالات لأكثر من عام بعد الإصابة. في المقابل، ارتبط اللقاح بزيادة طفيفة ومؤقتة في خطر التهاب القلب خلال الشهر الأول فقط بعد التطعيم.

اقرأ أيضًا| رعشة في الجسد وآلام بالعضلات.. أعراض متحور كورونا الجديد «نيمبوس»

وأشار الباحثون إلى أن الإصابة بالفيروس أدت إلى 2.24 حالة إضافية من التهاب القلب لكل 100 ألف طفل، مقارنة بـ 0.85 حالة إضافية بعد التطعيم، ما يدعم أهمية التطعيم في الحد من المضاعفات طويلة الأمد.

وقالت الدكتورة أنجيلا وود من جامعة كامبريدج:

> “رغم أن مخاطر اللقاح نادرة وقصيرة الأمد، فإن المخاطر المرتبطة بالإصابة قد تستمر لفترة أطول، خصوصاً مع ظهور متحورات جديدة، مما يجعل مراقبة البيانات الصحية السكانية ضرورة مستمرة لتوجيه قرارات الصحة العامة.”

وأوصى الباحثون صُنّاع القرار وأولياء الأمور بالاستناد إلى الأدلة العلمية المتوفرة عند تقييم فوائد ومخاطر التطعيم للأطفال، مؤكدين أن التطعيم يظل خياراً فعالاً لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بفيروس كورونا.