سلام من أرض السلام.. قمة شرم الشيخ ترسم خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط
عُقدت اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية قمة للسلام بشأن غزة، تحت رعاية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة، شارك فيها عدد كبير من قادة الدول والمنظمات الدولية، وجرى توقيع وثيقة اتفاق شاملة تهدف إلى تثبيت وقف الحرب وتحقيق تهدئة دائمة في قطاع غزة.
إدريس: الرئيس السيسي يعيد صياغة تاريخ السلام العالمي
ما ميز هذا اليوم هو الدور المصري الفاعل في قيادة التفاوض، واستضافة الحوار، وضمان التوافقات الدولية، مما دفع كثيرًا من المراقبين إلى وصف ما حدث بأنه انتصار للدبلوماسية المصرية.
الدور المصري في القمة وما قبلها
1. الوساطة الفاعلة والتنسيق الدولي
مصر لم تكتفِ بدور المضيف، بل كانت لاعبًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف: إسرائيل، حماس، الدول الداعمة مثل قطر وتركيا، وحتى الولايات المتحدة.
نجحت القاهرة في جمع أكثر من 31 دولة لحضور القمة، مما عزّز المشروعية الدولية للاتفاقات والقرارات التي أُتخذت اليوم.
كما تولّت مصر تنسيق الجهود اللوجستية والأمنية والتنظيمية لضمان نجاح القمة، من توفير مكان الاجتماعات إلى تأمين مضيفي الرؤساء والقادة المرافقين.
2. الاستراتيجية الدعائية والدولية
نجحت مصر في تسليط الضوء على نفسها كقوة إقليمية مركزية قادرة على إدارة مفاوضات السلام الكبرى، وهو دور لطالما سعت إليه عبر العقود.
استخدمت القاهرة وجود ترامب في مصر كفرصة لتعزيز النفوذ الدولي في ملف الشرق الأوسط، ولإبراز الدور المصري في معادلة السلام.
كما أن استضافة القمة في مصر أعطى للدبلوماسية المصرية حضورًا اعلاميًا دوليًا قوياً، ما يعزز ثقة الدول بأن القاهرة قادرة على قيادة الحلول.
3. المطالب المصرية ومواقفها الثابتة
مصر ركّزت في مبادراتها على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بلا عوائق، وإعادة الإعمار، وتثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام الدائم.
كما أظهرت القاهرة رغبة واضحة في أن تكون جزءًا من المتابعة والتنفيذ على الأرض، لا فقط استضافة اتفاقيات على الورق.
في خطاب الرئيس السيسي، تم التأكيد على أن الشعب الفلسطيني له الحق الكامل في تقرير مصيره، وأن السلام لا يُبنى بالقوة العسكرية وحدها بل بالشراكة مع الشعوب.
ماذا حدث اليوم في شرم الشيخ؟
تم توقيع وثيقة اتفاق شاملة بين عدد من الدول: (مصر، الولايات المتحدة، تركيا، قطر وغيرها) لدعم مبادئ القمة ولتثبيت مواقف وقف إطلاق النار في غزة.
القمة ركّزت على تأييد الاتفاق الذي جرى التوصل إليه يوم 9 أكتوبر 2025 بوساطة مصرية — وهو اتفاق يتضمّن تبادل الأسرى، انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، وضمان دخول المساعدات.
في كلمات ختامية، شكر ترامب مصر على قيادتها وقدرتها على “جمع الأطراف وتحقيق ما بدا مستحيلاً.”
كذلك، عبر القادة المشاركون عن تقديرهم للدور المصري في إدارة المبادرة، معتبرين أن نجاح القمة يعكس أهمية القاهرة في مسار السلام.
كما أن التزام الدول المشاركة بوثيقة القمة يعطي وزنًا دوليًا للتعهدات التي خرجت بها، مما يضع ضغوطًا على الأطراف المعنية لتنفيذها على الأرض.
لماذا يُنظر إلى القمة على أنها “انتصار دبلوماسي” لمصر؟
1. تحويل المبادرة إلى أداء فعلي، لا مجرد تصريحات
ليس فقط استضافة القمة، بل تحقق نتائج ملموسة (توقيع وثيقة اتفاق، مشاركة دول كبرى، التزام علني) يعطي الموقف المصري مصداقية أكبر.
2. كسب الثقة الدولية
مشاركة عدد كبير من الدول ومنظمات دولية يمنح الاتفاق طابعًا عالميًا، ويضع مصر في مركز يؤهلها للمتابعة والتنفيذ.
3. بناء توازن إقليمي
في ظل التوترات التي تحيط بالمنطقة، القمة تُعدّ خطوة كبيرة نحو إعادة التوازن في الملفات الفلسطينية والإسرائيلية، بمشاركة عربية ودولية توظف دور مصر كوسيط محايد نسبيًا.
4. تعزيز الدبلوماسية “الهادئة والفعّالة”
ما ميّز مصر اليوم ليس الضجيج، بل الدبلوماسية التي اعتمدت على الحوارات، التنسيق، الإعداد المسبق، وربط المبادرة بالنتائج، وهذا ما تفتقر إليه كثير من المشاريع السياسية الكبرى.