التعليم يمثل ركيزة أساسية في حياة اللاجئين الفلسطينيين-الحياة الجديدة
بيروت – الحياة الجديدة- هلا سلامة- افتتحت وكالة الأونروا امس الاثنين مدارسها في لبنان، مستأنفة دورها التربوي في خدمة آلاف الطلاب الفلسطينيين. وتأتي هذه الخطوة تأكيدا على التزام الوكالة بحق التعليم كأحد الحقوق الأساسية التي تُشكل جوهر مهمّتها في دعم اللاجئين.
مدير مكتب اعلام الاونروا في لبنان فادي الطيار الذي واكب افتتاح العام الدراسي، من مدرسة حيفا المتوسطة في بيروت قال لـ “الحياة الجديدة” و”تلفزيون فلسطين”: “نحن سعداء جدا بافتتاح العام الدراسي الجديد واستقبال اكثر من 37,000 طالب وطالبة في مدارسنا.. نحن سعداء برؤية الابتسامة على وجوه هؤلاء الاطفال، التعليم حق لجميع الاطفال في هذا العالم وبالنسبة لأطفال مدارس الاونروا هو يمنحهم الشعور بالاستقرار والكرامة والأمل في مستقبل افضل”.
وتابع الطيار: “كما هو معروف اللاجئون الفلسطينيون متمسكون بالتعليم، هو يمثل ركيزة اساسية في حياتهم”، مستطردا: “في هذه الصفوف، على هذه المقاعد تخرج الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين وأصبحوا اليوم في مراكز متقدمة في مجتمعاتهم ونحن نشعر بالفخر ازاء ذلك وهذا يدل على اهمية العمل الذي نقوم به تجاه هؤلاء اللاجئين”.
واذ يأتي افتتاح العام الدراسي الجديد في ظل صعوبات مالية كبيرة تواجهها الأونروا، شدد الطيار على استمرارية الوكالة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وفي مقدمتها التعليم.
وقال: “نحن مستمرون ببذل كل الجهود، مستمرون بحشد التمويل حتى تستمر هذه الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين خصوصا هنا في لبنان”.
وفي إطار استعداداتها للعام الدراسي، اشار الطيار الى ان الأونروا ابقت على المعلمين المُثبَّتين على رأس عملهم، فيما لجأت إلى توظيف معلمين مياومين لتلبية الحاجات من الموظفين في مختلف المدارس.
في الغضون، سادت أجواء من الحماس والارتياح بين الطلاب في اليوم الأول من العام الدراسي، حيث بدت علامات الفرح والتفاعل واضحة في ساحات المدارس وصفوفها.
وكانت سبقت الانطلاقة تحضيرات لوجستية وتنظيمية مكثفة من قبل الأونروا وإدارات المدارس، هذا ما لفتت اليه مديرة مدرسة حيفا الاستاذة صابرين فريجة قائلة: “بدأنا بورشات عمل للمعلمين حتى نطلع على حاجات المدرسة، قمنا بالتخطيط للعام الدراسي، تم ترتيب الكتب وتوزيعها قبل اليوم الدراسي الاول من اجل تسهيل وتسيير الانطلاقة”.
كما تحدثت فريجة عن لقاءات تمت مع الاساتذة من اجل التعاون على تخضير انشطة دعم نفسي اجتماعي لليوم الاول من الدراسة بالاضافة الى مناقشة قواعد السلوك الصفي مع الطلاب من اجل الانطلاق بشكل منتظم، مؤكدة ان لا مشكلة من حيث الكتب والمستلزمات.
الى ذلك اكدت فريجة ان مدارس الاونروا في لبنان هي الملاذ الآمن للطلاب. وقالت: “أولادي تعلموا في مدارس الاونروا وتخرجوا منها، مدارس الاونروا مهمة جدا بالنسبة للاجئ الفلسطيني في لبنان ولا نستطيع ولا بأي شكل من الاشكال ان نستغني عنها، لان التعليم اساسي بالنسبة لنا وخدمة لن تكون متوفرة لنا خارج نطاق الاونروا”.
مدارس الأونروا ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني في لبنان. فهي تواكب همومه، وتشارك في صموده، وتسهم في تشكيل وعي أجياله.