…

Read Time:35 Minute, 56 Second









جنين تحت النار.. 10 شهداء و40 جريحا وعدوان غير مسبوق-الحياة الجديدة




عاجل


الرئيسية » تقارير » عناوين الأخبار » تقارير خاصة » شؤون فلسطينية »

تاريخ النشر: 22 كانون الثاني 2025

جنين تحت النار.. 10 شهداء و40 جريحا وعدوان غير مسبوق

جنين- الحياة الجديدة- عبد الباسط خلف- قلب الاحتلال حال جنين رأسا على عقب، وخلال ساعات قصيرة صبغ جنود الاحتلال المدينة ومخيمها وريفها بالدم، في عدوان أطلقوا عليه اسم “الجدار الحديدي”.

وأسفرت هجمات جيش الاحتلال التي بدأت عند منتصف نهار أمس الأحد، وحتى آخر تحديث لوزارة الصحة عن 10 شهداء ونحو 40 إصابة، بينهم أفراد من قوى الأمن وأطباء وممرضون وموظف في شركة الكهرباء وطالب.

وقال سامر إبراهيم، وهو شاهد عيان لـ “الحياة الجديدة” إنه نجا من الموت بأعجوبة، عندما كان يسير في الطريق المؤدي إلى المستشفى الحكومي، وليس ببعيد عن جمعية أصدقاء المريض.

وأكد أن جنود الاحتلال فتحوا نيرانهم على كل شيء يتحرك، وأن إحدى الرصاصات كادت تنقله إلى خانة الجرحى أو الشهداء.

بدوره، فسر مدير مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، وسام بكر ارتفاع أعداد الشهداء المصابين في العدوان المستمر على المدينة، باستهداف الاحتلال بشكل عشوائي لكل شيء أمام جنوده.

وأفاد بأن 4 شهداء وصلوا المستشفى الحكومي، ومثلهم إلى “ابن سينا”، فيما وصل التاسع إلى “الرازي”.

 

أطباء في عين النار

وقال لـ “الحياة الجديدة” إن الأطباء نادر إرشيد، وخالد زكارنة، وعبد الله الظاهر، والممرضين محمد عمارنة، وأشرف علاونة، أصيبوا في مناطق متفرقة قرب مستشفيات جنين الحكومي، و”الأمل”، و”الرازي”.

وأكد أن الأطباء والممرضين أصيبوا في أطرافهم، وهم في حال مستقـرة، كما جرح 40 آخرين بإصابات متوسطة.

وأوضح بكر بأن القطاع الصحي في جنين قدم خلال العامين الماضيين طبيبين، واستشهد الأسبوع الماضي ممرض، إضافة إلى الإصابات الخمس في الاقتحام الجاري.

وبرهن أن الشهداء والجرحى من الكادر الطبي أصيبوا خلال تنقلهم من مستشفياتهم أو عند مغادرتهم لها، وهو من يعزز عشوائية الاستهداف الإسرائيلي.

وضمت قائمة الشهداء الجدد: خليل طارق السعدي (35 عاما)، وخلف أحمد جمحاوي (26 عاما)، وحسين عبد المنعم أبو الهيجاء (38 عاما)، ويوسف خليل أبو عواد (42 عاما)، والفتى معتز عماد أبو طبيخ (16 عاما)، وأحمد نمر فايز الشايب (43 عاما)، وأمين صلاحات الأسمر (57 عاما)، ورائد حسين أبو السباع (53 عاما)، وعبد الوهاب أحمد السعدي (53 عاما).

وفي وقت لاحق، أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة باستشهاد الشاب محمود إبراهيم جرادات (29 عاما) برصاص الاحتلال في قرية تعنك غرب جنين.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت في وقت سابق من مساء أمس تعنك وحاصرت منزلا فيها، وأطلقت الرصاص والصواريخ المحمولة على الكتف صوبه، واعتقلت الشاب جرادات منه بعد إصابته، وهو من مخيم جنين، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بجروحه.

 

رضيعة تفقد والدها

وذكر مدير شركة كهرباء الشمال في المدينة، عبد الناصر أبو عزيز، إن الموظف الخمسيني في الشركة عبد الوهاب السعدي، قضى خلال اجتيازه أحد الشوارع، وقتل بدم بارد، وهو أب لولدين و3 بنات، أصغرهم رضيعة.

فيما أشار مدير مدرسة جنين الثانوية، واثق الحثناوي، إلى أن معتز عماد أبو طبيخ، وهو طالب في الصف الحادي عشر، كان يحلم بأن يكون مهندس كهرباء للسيارات، لكن رصاص الاحتلال أوقف طموحاته.

وكان أبو طبيخ خلوقا ومجتهدا، وقد حرمه المحتلون من استلام شهادة فصله الدراسي الأول.

ووفق الحثناوي، فقد أعاد ارتقاء معتز فتح جراح المدرسة، التي فقدت في تموز 2023 الطالب المجتهد مجدي عرعراوي، الذي لم يتمكن من استلام نتيجته في الثانوية العامة.

وفي بلدة برقين، الجارة اللصيقة بالمدينة، هبطت الأحزان على عائلة الشاب أحمد نمر الشايب، الذي ارتقى خلال استهداف الاحتلال لمركبته، عندما كان عائدا برفقة طفله إلى بيته.

 

أحمد.. القتل ببث مباشر

وبشق الأنفس استطاع والده الثمانيني تمالك نفسه، وأكد لـ”الحياة الجديدة” أن ابنه البكر أحمد حاول الاتصال به قبيل الظهر، لكنه لم يسمع مكالمته، وجمعها قبيل استشهاده بدقائق اتصال أخير وقصير، أوضح الابن خلاله بأنه في الطريق إلى البيت، وأن كل شيء على ما يرام.

وتناوب الأب على تقبيل صورة ابنه على الهاتف المحول، وتوزيع نظراته على سريره المقابل الذي سيظل شاغرا إلى الأبد.

ويحتل أحمد الترتيب الرابع في العائلة، فتكبره 3 أخوات ويسبق هو أخت رابعة، وتنتهي القائمة بشقيقيه محمد ومحمود، وترك إضافة إلى تيم لانا، في عامها التاسع.

وفاقم جرح العائلة وجود الأم يسرى في زيارة لأقربائها في الإمارات، وانشغال الأسرة بترتيبات عودتها في ظل انتشار مكثف لحواجز الاحتلال في محيط أريحا وسائر المحافظات. بينما أعاقت الحواجز ذاتها وصول أخته المقيمة في القدس لتتقاسم الأحزان مع أسرتها.

وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد صعبة لارتقاء الخمسيني السعدي الذي كان يهم بعبور الطريق، قبل أن تلاحقه رصاصات قناص.

في المقابل، بث مقطع قصير وموجع أظهر الشهيد الشاب رفقه ابنه تيم، 11 ربيعا، وهو يحاول عبور الطريق، قبل أن يطاله رصاص الاحتلال.

وبالرغم من قصر المقطع، إلا أنه كان شاهدا على الكلمات الأخيرة للشايب، وحالة الهلع التي عاش ابنه، الذي نجا من موت كان قاب قوسين أو أدنى.

في السياق، استذكرت العائلة جدها قاسم محمد الشايب، الذي ارتقى في معركة بلعا خريف 1936، الذي وأحضر الإنجليز جثمانه إلى برقين، لكن أقاربه منعوا النساء من مشاهدة جثمانه؛ خوفا من الصراخ والبكاء عليه، وتكون النتيجة هدم البيوت، كما دأب المستوطن البريطاني. وقال أهله إنه ليس من بلدنهم، ودفن في عرابة المجاورة.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت جنين ومخيمها، وفتحت طائرات مروحية النار على مواطنين ومركبات، فيما عاثت جرافات عسكرية الدمار في بعض الطرقات، واستمر تحليق المسيرات، وجرى قصف مركبة فارغة بالقرب من مدرسة الزهراء.

وانهال المحتلون بقنابل دخانية كثيفة على المخيم، مع انتشار قناصة ووصول تعزيزات لجيش الاحتلال، الذي تسللت وحداته الخاصة قبيل الظهر في اقتحام عنيف للمدينة ومخيمها.

وقصفت طائرات الاحتلال المسيرة مركبة فارغة بالقرب من مدرسة الزهراء في محيط مخيم جنين، فيما أطلقت طائرات الأباتشي الرصاص في سماء المخيم. كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل دخانية بكثافة داخل مخيم جنين، مع استمرار إغلاق مداخله، واستولت على منزل وحولته إلى نقطة عسكرية داخل خلة الصوحة في المخيم، وجرفت شوارع في جبل أبو ظهير، وواصلت دفع تعزيزاتها العسكرية إلى محيط المخيم.

وانقطع التيار الكهربائي الليلة الماضية، عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء العدوان الاحتلالي المتواصل. وذكرت مصادر محلية أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد من الأحياء عقب سماع دوي انفجار كبير في المخيم.

وكان الناطق الرسمي لقوى الأمن العميد أنور رجب، أكد إن قوات الاحتلال استهدفت المواطنين وعددا من أفراد قوى الأمن في عدوانها على جنين ومخيمها، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات، إحداها بحالة خطيرة.

وأوضح في بيان، “أن هذا العدوان على جنين ومخيمها يأتي في ظل استمرار مسلسل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا”.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن حكومة الاحتلال بدأت بجنين لاستهداف مخيمات الضفة بشكل عام، مشيرا إلى أن وعود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للوزير سموتريتش لإبقائه في الحكومة بدأت في مدينة جنين ومخيمها.

وأضاف أن هذه التهديدات بدأنا بسماعها منذ 10 أيام وبعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال أبو الرب: “كل لحظة تصل تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى مدينة جنين ومحيط المخيم، والهدف واضح هو تدمير مخيم جنين”.

وأضاف: “قوات الاحتلال تستهدف كل شيء في جنين، قصفت موقعا لمسعفين دون وقوع إصابات، والجرافات العسكرية التي وصلت إلى جنين لم نشهد لها مثيلا من حيث العدد من قبل”.

وأكد أبو الرب أن التركيز سيكون كبيرا على مستشفى جنين الحكومي لأنه المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة وهو يحتاج إلى تخصصات في العظام والشرايين والباطني، ما سيؤدي إلى ضغط عليه خاصة مع ازدياد أعداد الإصابات.

وقال: “تقدمنا بطلبات لوزارة الصحة لدعم المستشفى بالعديد من التخصصات المهمة خاصة في حالات الاقتحامات لعمل الجراحات الصعبة، كالشرايين والأوردة، كما أن المراكز الصحية في بلدات المحافظة وقراها تعاني أيضا نقص الكوادر الطبية، ما يزيد الضغط على مستشفى جنين الحكومي”.

وقال إن خلايا الأزمة في جنين تعقد اجتماعات بشكل مستمر لبحث التطورات خاصة في حالة الاقتحامات المماثلة لهذا الاقتحام، تحديدا خلية الأزمة الصحية بالتعاون مع شركة الكهرباء والبلدية، لمواجهة أي طارئ.








Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *