…

Read Time:28 Minute, 18 Second









الجلبوني.. “طبيب” أعشاب منذ 60 عاما-الحياة الجديدة




عاجل


الرئيسية » عناوين الأخبار » تقارير خاصة » شؤون فلسطينية »

تاريخ النشر: 11 كانون الأول 2024

الجلبوني.. “طبيب” أعشاب منذ 60 عاما

جنين- الحياة الجديدة-عبد الباسط خلف- يرافق محمد مصطفى أبو الرب مهنة بيع الأعشاب الطبية والعطرية منذ 60 عاما، ويواظب على تقليد يومي في طرقات جنين وطوباس ونابلس وبعض بلداتها.

ويعتمر صاحب الوجه الحنطي كوفية حمراء، ويحمل حقيبة بنية وأكياسا، ويصدح بصوته لترويج ما في جعبته، ويعدد خلال نداءاته الأمراض التي يستطيع المساعدة في التخلص منها، حسب قوله.

وقال أبو الرب، الذي أبصر النور عام 1944 في جلبون شرق جنين، إنه تأثر بعمه نافع الحسن، الذي كان يعالج بالأعشاب ويجبر الأطراف، وعلمه طريقة قطع العشبة التي تعالج “عرق النساء”.

وأوضح أنه بدأ التعرف على الأعشاب من جبال قريته والبلدات المجاورة، وذاع صيته بعد مساعدة المصابين بعرق النساء في وضع حد لأوجاعهم، ثم أصبح يحفظ الكثير من الأسماء والاستخدامات لما تنبته الأرض، لينتشر صيته في التجمعات والمدن المجاورة.

 

ترويج

ويكرر دائما نداء: “للمعدة، للحصوة،…” لإشعار الزبائن بقدومه، وللبحث عن متسوقين جدد يقتنعون بالطب الشعبي والعربي.

ووفق أبو الرب، فإن من يرغب بالخلاص من عرق النساء بطريقة شعبية عليه أن يقتنع أولا بأنه سيشفى بإذن الله تعالى، وحين يصل إلى النبتة في الجبال يردد ما نقله له عمه، وبعد وقت قصير يخبره المرضى بالتعافي، وهو ما تكرر مع المئات من المرضى بهذا الداء.

وتضم “الصيدلية” المتنقلة لأبي رائد كما يعرفه زبائنه، وصفات شعبية من حشائش الأرض لقائمة طويلة من الأوجاع، ففيها الزعرور لتوسيع الشرايين، وورق الدوم للدهون، والخلة لفقر الدم وإزالة الحصى، وخلطات من مستحضر أطلق عليه (هوى جواني) من زيت وشمع نحل وأعشاب أخرى، والقزيزة للحصى، وخلطات للروماتيزم وهشاشة العظام، وخلاصات من بذور القريص لفقر الدم، وعشبة الطيون لتجلط الدم، والقرصعنة للدغات الأفاعي، وورق البلوط للتبول اللاإرادي، ورجل الجمل للغدة الدرقية، وأزهار الصبر المجففة للبروستات، والعلندة للسرطان، وعطرية الجمل للمعدة، والسنارية لعضلة القلب، واللوز المر للمفاصل، وأصناف أخرى عديدة كلها من الأرض.

وتعمق أبو الرب في الأعشاب ومعرفتها حينما كان شابا يعمل في محطة تجارب زراعية بغور بيسان، ونقلت له دكتورة يهودية ألمانية فوائد الأعشاب، وراح يعالج بها، وتمكن كما قال بفضل الله من تطبيب العديد من الحالات، مثلما عرض عليه السفر لألمانيا لتعلم المزيد، لكن عدم معرفته بالكتابة والقراءة حال دون سفره.

 

نصيحة

وأكد أن الأعشاب تقرب صاحبها من أرضه، فيصبح يقدر قيمتها، كما أن المشي بين الجبال بحثا عن الأعشاب وخاصة النادرة يعود على صاحبها بالنشاط والصحة والخفة، ويحرق ما في جسمه من دهون، ويخفف أوجاعه.

وأرجع أسباب انتشار الأمراض هذه الأيام إلى طبيعة الطعام والشراب، فالخضراوات كلها هرمونات ومواد كيماوية، والدجاج صناعي لا طعم له وكله أضرار.

وأسدى أبو الرب نصيحة للمواطنين بالكف عن تناول الخضراوات والفواكه إلا في مواسمها، وعدم إدخالها إلى بيوتهم وهي مرتفعة الثمن، فقد تكون تعرضت لمبيدات أكثر.

ولا يعترف ابن العقد الثامن باليأس، خاصة أنه سمع تعليقات قللت من شأن عمله، ووجهت له اتهامات بعدم المعرفة، لكنه رد عليهم بأن ما تنبته الأرض هو علاج لكل العلل.

وقارن أبو رائد بين صحته وأبناء جيله وبين صحة الأبناء والأحفاد، إذ الأفضلية للجيل القديم لأنه كان ابن الأرض، ولم يأكل إلا الأطعمة البلدية والتقليدية، التي كان ينتج غالبيتها بيده وفي بيته وحقله، كالخبز والقمح واللحم واللبن والبيض والخضراوات والجبن.

 

خبرة

وأشار إلى ضرورة عدم خلط أنواع من الأعشاب، أو عدم تناول السام منها، لأنها تتفاعل مع بعضها، وهناك أنواع تسبب الأذى إذ اجتمعت مع أعشاب أخرى، أو تم استعمالها دون مراجعة مختصين وعارفين بها.

ويشدد على أن بذور الكتان مثلا إن وصلت إلى الرئتين قتلت صاحبها، والدفلى تقتل الماشية.

وأبو الرب أب لثماني بنات وولدين، يحمل ابنه الدكتوراة في الصحافة والترجمة ويقيم في بلجيكا، وحصلت بناته على شهادات عليا، وتعمل بعضهن في إدارة المدارس والتعليم، واستطاع أن يعلم أولاده كلهم من الأرض وزيتونها وأعشابها.

وينتقل بين جنين وبلداتها، وطوباس، ونابلس، والأغوار، وأحيانا طولكرم، ولم يستطع الوصول منذ فترة إلى أراضي الـ 48، عقب انتفاضة عام 2000 بعد أن أخبرته شرطة الاحتلال أن حمل حقيبة والتنقل بها سيقتل صاحبها غالبا.

وكادت الأعشاب تدخل أبو الرب إلى أروقة المحاكم، بعد شكوى “كيدية” كما وصفها من أحد الموظفين بسبب عشبة، لولا شهادة شبان وقفوا إلى جانبه بعد أن جربوا علاجها سابقا، ما دفع المشتكي لإسقاطها. وعلى النقيض، كرمه محاضر جامعي في كلية علمية بجامعة النجاح؛ لتعلقه بالأعشاب.

 

تحذير

في سياق ذي صلة، كان مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، أصدر 8 أجندات لـ” ربيع فلسطين”، تضمنت وصفا للتنوع الحيوي ولنباتات فلسطين التي تتجاوز 2600، مثلما شرح استعمالاتها الغذائية والدوائية.

ومن الأمثلة التي أوردها “التعليم البيئي” أن شجيرة الفيجن، التي تنمو في جبال فلسطين الوسطى ورام الله ونابلس وبيت لحم، استخدمت منذ القدم في علاج التهابات الأذن والأزمات الصدرية وصعوبة التنفس، والرضوض، وتخفيف آلام الكسور، وعلاج المفاصل وغيها. كما أن أزهاره وأوراقه الطرية تستعمل في كبس الزيتون، لأنها تضفي إليه طعما ومذاقا فاتحا للشهية.

 Ù„كن المركز قال إن هدف “نشر الاستخدامات الطبية لنباتات فلسطين التعريف بها فقط، ولا يعتبر هذا دعوة إلى التجريب أو الاستخدام الشخصي، فهناك مخاطر من ذلك، وينصح باستشارة مختصين قبل استعمالها”.

مواضيع ذات صلة








Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *