…

Read Time:27 Minute, 32 Second









طلاب الجامعات في ظل الحرب.. استنكاف وتأجيل وعجز عن تحمل تكاليف التعليم-الحياة الجديدة




عاجل


الرئيسية » تقارير » عناوين الأخبار » التعليم و الجامعات » تقارير خاصة » شؤون فلسطينية »

تاريخ النشر: 01 كانون الأول 2024

طلاب الجامعات في ظل الحرب.. استنكاف وتأجيل وعجز عن تحمل تكاليف التعليم

“أرشيفية”

بيت لحم- الحياة الجديدة- زهير طميزة- في الوقت الذي دمرت فيه آلة الحرب الاسرائيلية العملية التعليمية كليا في قطاع غزة، فان العملية التعليمية خاصة الجامعية في الضفة الغربية المحتلة لم تسلم من آثار حرب الابادة التي انعكست على جميع مناحي الحياة.

عائشة طالبة سنة ثالثة في احدى جامعات بيت لحم، اضطرت لتأجيل الدراسة هذا الفصل بسبب عدم القدرة على دفع القسط الجديد بعد تراكم أقساط العام الماضي، فمنذ اندلاع الحرب فقد والدها العامل مصدر دخله، فحتى المواصلات صارت عبئا يثقل كاهل الأهل، بعد ان تضاعفت تكاليفها في ظل الاغلاقات وارتفاع نسبة المخاطرة بسبب الطرق البديلة واعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين، وهو ما دفع زميلها عامر الى تأجيل الفصل الدراسي أيضا.

آلاف الطلبة من زملاء عامر وعائشة في مختلف جامعات الضفة الغربية، استنكفوا أو اضطروا للتأجيل أو لم يتوجهوا أصلا الى التعليم الجامعي بسبب عجز ذويهم عن تحمل تكاليف التعليم. كما لم يعد من السهل على الآباء توفير بدل اجار لسكن ابنائهم الطلبة الذين يدرسون في محافظات غير التي يسكنونها.

يقول د. موسى عجوة أمين سر اتحاد نقابات العاملين في الجامعات ورئيس نقابة العاملين في جامعة الخليل لـ”الحياة الجديدة”: ان قرابة ثلث الطلاب في جامعات الضفة لجأوا الى التأجيل،  كما انخفضت أعداد الملتحقين بالجامعات بنسبة تقارب الـ 30% عنها في الأعوام التي سبقت الحرب.

واضاف: تأثير الحرب طال كل فئات المجتمع، حيث فقد معظم المواطنين مصدر دخلهم كليا أو جزئيا، ما ادى الى عجز الطلبة عن تسديد الأقساط، لذلك تقوم الجامعات، حسب د. عجوة، بجدولة الأقساط بهدف الحفاظ على حق الطالب في التعليم لكنها ديون تتراكم على الأهل، كذلك هناك صندوق الطالب الفقير الذي توسع نطاق عمله لخدمة المزيد من الطلبة، كما يشارك عدد من المحسنين في تسديد أقساط بعض الطلبة خاصة اقرباءهم ومعارفهم.

 

الأزمة تطال الاساتذة والعاملين في الجامعات

ويضيف د. عجوة ان بعض الجامعات تدفع بين 70%- 80% فقط من رواتب أساتذتها وموظفيها بسبب الأزمة المالية والاقتصادية الناجمة عن ظروف الحرب، لكن باقي المستحقات تتراكم كديون على هذه الجامعات التي ستقوم بتسديدها عند انفراج الازمة، مشيرا الى ان عدد العاملين في جامعات الضفة الغربية يناهز الـ 12800 بين أكاديمي واداري وموظف. 

من جانبه قال د. محمد عوض عميد شؤون الطلبة في جامعة بيت لحم، إن آثار الحرب انعكست على أداء الطلبة وقدرتهم على الوصول الى الجامعة بسبب الاغلاقات والحواجز والاعتداءات المختلفة التي يتعرضون لها، مشيرا الى ان أعداد الطلاب الذين يطلبون مساعدة ارشادية ونفسية واجتماعية تضاعفت بسبب الحواجز والاعتداءات التي يتعرضون لها ومشاهد المجازر التي يرتكبها الاحتلال يوميا، كما تطال هذه الانتهاكات الاساتذة ايضا.

 

التعليم الالكتروني “أضعف” جودة التعليم الجامعي

بدوره اعتبر جريس ابو غنام مسؤول العلاقات العامة والدولية في جامعة فلسطين الأهلية، أن أبرز آثار الحرب ظهرت في الاضطرار الى اللجوء الى التعليم الالكتروني او المدمج، الذي حرم الطالب من تجربة الحياة الجامعية الاجتماعية والثقافية والسياسية والتي تعد جزءا أساسيا من جوانب التعليم المتعلق بتنمية شخصية الطالب.

وأضاف: فالطالب الذي عانى من التعليم الالكتروني خلال ازمة كورونا في المدرسة، عاد ليعاني نفس التجربة في الجامعة مما ينعكس سلبا على جودة التعليم العالي في فلسطين. وهو الأمر الذي اكد عليه د.عجوة بالقول: “التعليم عن بعد يعني بعدا عن التعليم، فالتعليم الوجاهي في فلسطين مكون أساسي من الهوية الوطنية”.

من جانبه اعتبر معتز مزهر رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة، ان الاعتداءات الاحتلالية لم تقتصر على الجوانب المالية والاقتصادية بل طالت حياة الطلبة والأساتذة بشكل مباشر، حيث استشهد وأصيب العديد من الطلبة والأساتذة فيما تم اعتقال آخرين، كما تزايدت أعداد الذين طلبوا مساعدات نفسية واجتماعية ناهيك عن الاقتصادية، فيما تعرضت مبان ومقرات العديد من الجامعات للاقتحام أو الانتهاك من قبل قوات الاحتلال بشكل او آخر.

 

الوزارة وادارة الجامعات في مواجهة الأزمة

وقال صادق الخضور الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي، إن الوزارة عملت على توسيع عمل صندوق اقراض الطالب وعقدت اتفاقيات مع الجامعات لتقسيط المستحقات المترتبة على الطلبة ابناء المعلمين والموظفين في وزارة التربية والتعليم، على ان تدفعها الحكومة لاحقا من مستحقاتهم المتراكمة، وذلك بهدف الحد من عمليات التأجيل والسحب التي يلجأ اليها الطلبة لأسباب مالية.

وأضاف: عملت ادارات الجامعات على جدولة الأقساط وتجزئتها ووفرت عدة انواع من المنح، وسمحت بتراكم الديون على الطلبة بهدف الحفاظ على سير العملية التعليمية قدر الامكان، فيما عمدت جامعة القدس المفتوحة الى عقد اتفاقيات مع بعض المؤسسات لتسديد بعض الديون المتراكمة على الفئة الأكثر تضررا من بين طلبة الجامعة. 

وحسب أمين سر اتحاد نقابات العاملين في الجامعات، تتطلب مواجهة الأزمة تضافر كل الجهود بدءا بتفعيل مجلس التعليم العالي، وتسديد جزء من مستحقات الجامعات لدى الحكومة التي اوقفت مساهمتها في دعم الجامعات منذ عهد حكومة الدكتور سلام فياض عام 2008.

كذلك طالب د. عجوة القطاعين الحكومي والأهلي بالتعاون مع الحكومة من أجل ايجاد مخرج للأزمة التي تطال مستقبل العملية التعليمية. 

يذكر ان عدد الطلاب الجامعيين في الضفة الغربية يتجاوز 112 ألف طالب وطالبة موزعين على قطاعات التعليم العالي الثلاثة: الجامعات الحكومية، والأهلية العامة، والجامعات الخاصة.








Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *