محمد الدمج بطل أعلن عن موهبته في المغرب
كتب محمد أبو حنون:
يقول لاعب الشطرنج النمساوي رودولف سپيلمان: “العب في البداية كما يقول الكتاب، وفي الوسط كأنك ساحر، وفي النهاية كأنك بلدوزر”، هذه المقولة يأخذها بعين الاعتبار، البطل محمد علام الدمج، ابن مخيم جنين، المتوج ببطولة المغرب الدولية عن جدارة واستحقاق، في إنجاز سلط الضوء على الشطرنج الفلسطينية.
الدمج الذي حافظ على صدارة ترتيب البطولة الدولية، التي ضمت 471 لاعباً من 15 دولةً، إثر فوزه بعشر جولات، وتعادلين وخسارة واحدة، بدأ رحلته مع لعبة الشطرنج منذ أن كان طفلاً في عمر الثماني سنوات، حينما كان يراقب والده وهو يلعب الشطرنج، حيث دفعه فضول طفولي لتعلمها، ولاحظ والده سرعة بديهة نجله، ليصطحبه إلى مركز الشباب الاجتماعي في المخيم، لممارسة اللعبة مع من هم أكبر منه سناً.
لم يكتف الدمج بذلك بل كان يقرأ خطط اللعب واستراتيجياتها من الكتب الخاصة بالشطرنج التي كان يجلبها والده من مكتبة جنين، فضلاً عن مشاهدة المباريات الأرشيفية لأفضل لاعبي العالم.
وفي أول مشاركة محلية له للفئات العمرية، نجح الدمج بتحقيق المركز الأول، والمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة العرب باليمن التي حقق فيها المركز الرابع، ثم خوضه أولمبياد باكو وجورجيا الخاصة باللعبة، والتي جعلت مستواه يتطور بشكل لافت.
كان للشطرنج أثر على حياة الدمج الأكاديمية، حيث أنه وبعد حصوله على معدل 97.4، اختار الدمج تخصص الرياضيات بدلاً من الطب أو الهندسة، لهواه في التفكير البحت وحل المسائل المعقدة، كما في الشطرنج، ويكمل حالياً دراسة الماجستير بنفس التخصص في جامعة الملك فهد بالسعودية.
بين تميز فابيانو كاروانا الافتتاحي، وهجومية الروسي غاري كاسباروف، ورصانة مواطنه أناتولي كاربوف، تشكلت شخصية الدمج كلاعب شطرنج بارز على الساحة المحلية والعربية، ويحاول دوماً اكتشاف الجديد وتطوير أسلوبه واستراتيجياته على الرقعة الصغيرة التي تزخر باحتمالات عديدة ومتجددة دوماً.
يستذكر الدمج لحظة انتصاره في بطولة المغرب، ووقع صداها الكبير داخل فلسطين ومخيم جنين، والذي شهد الويلات جراء اقتحامات الاحتلال المتكررة له، آملاً بأن يكون فوزه قد ساهم في إدخال الفرحة على أهل المخيم الصامد، شاكراَ مركز الشباب الاجتماعي الذي احتضنه وهو طفل، ووقوف لجنة الخدمات الشعبية إلى جانبه.
الدمج أبدى تفاؤله بشأن مستقبل الشطرنج في فلسطين، خاصة مع انتشار أكاديميات اللعبة في الوطن، والاهتمام الذي تلقاه اللعبة من مجلس إدارة الاتحاد بدءاً برئيسه بشار المصري، ونائبه خالد عز الدين، والأعضاء وكوادر العمل الموجودة في مختلف محافظات الوطن.
ويأمل الدمج الذي يملك في تصنيفه الدولي 2053 نقطة، تخطي حاجز الـ 2500 ، للارتقاء لدرجة أستاذ مرشح في اللعبة.
ولفت الدمج إلى وجود لاعبين واعدين، مثل محمد سدر وإيمان صوان بطليّ البطولة العربية للفئات العمرية، اللذيّن ساهما بالحصول على وصافة الترتيب للمنتخب في المسابقة، العام المنصرم.